السبت، 6 أغسطس 2016

الرئيسية سِيماهم في أسمائهم

سِيماهم في أسمائهم


نَقْعٌ كثير أثارته الروائية البريطانية "جيه كيه رولنغ" (مؤلفة سلسلة هاري بوتر الشهيرة) حينما ألفت رواية "Cuckoo's Call" أو "نداء الوقواق" باسم مستعار مذكّر؛ "روبرت غالبريث". صدرت الرواية، وبيع منها عدد متواضع جدا (3 آلاف نسخة تقريبا) قبل أن تًكتشف الحيلة، وتفضح صحيفة التايمز البريطانية السر. لاشتباه في هوية المؤلف الجديد على الساحة الأدبية جاء من وصف الملابس في الرواية والذي كان دقيقا بشكل لا يحسنه الرجال، كما أن الوكيل الأدبي الذي تتعامل مع رولنغ هو الوكيل نفسه الذي تعامل معه "غالبريث".
رولنغ تقول أنها فعلت ذلك كي تتحرر من التوقعات المسبقة، وتجرّب الكتابة في صنف أدبي جديد (رواية بوليسية)، فتتلقى تعليقات القراء دون تزييف نظرا لمكانتها الأدبية. إلا أنّ بعض الخبثاء لمّحوا أنّ الأمر كله مدبّر، وأن رولنغ فعلت هذا عمدا كي تثير زوبعة وتزيد شعبيتها، وأن كشف هوية مؤلف الرواية جاء بإيعاز منها!
لا يهمنا تمحيص نية رولنغ، بل يهمنا أن نعرف ماذا حدث بُعيد أن عرف الجمهور أنّ روبرت غالبريث هو في الحقيقة الروائية الشهيرة جيه كيه رولنغ. بالنظر إلى قوائم الكتب الأكثر مبيعا المنشورة في ملحق Saturday Review الصادر عن جريدة التايمز بتاريخ 3 أغسطس 2013، نجد أن رولنغ تصدّرت قائمة الأدب الخيالي Fiction"" ذات الغلاف العادي عن روايتها "The Casual Vacancy" التي كتبتها باسمها الحقيقي، كما أنها تتصدر قائمة كتب التخييل ذات الغلاف السميك بروايتها "نداء الوقواق" التي كتبتها بالاسم المستعار الذي كُشف سره! الرواية التي قبل أن يُعرف أنها مؤلفتها، لم يلتفت إليها أحد.
الأمر يصبح أكثر إيلاما حينما نعلم أن رولنغ -متخفية باسم "غالبيرث"- عانت بعض الشيء في نشر الرواية، فقد رفضتها بعض دور النشر! وبعض دور النشر هذه –حين افتضح الأمر- تجرأ على الاعتراف بذلك، والبعض الآخر آثر الصمت/السلامة. وهذا يشي بأن المعايير في صناعة النشر -حتى في الغرب- ليست عادلة دوما، وأن النجومية والشهرة هي الطريق السريعة للنشر وليست الموهبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.